الأستاذ الرائد علي الديري
الأستاذ علي عبدالله سلمان الغيص الملقب بعلي الديري تأسست على يديه فرقة الأمل الموسيقية بنادي باربار الثقافي و الرياضي في صيف 1983،و قد كانت بالفعل أمل جديد بالنسبة لي ففي هذا الصيف أكون قد ودعت الفرقة الموسيقيةالمدرسية إلى الأبد،وجاءت هذه الفرقة كبديل للفرقة السابقة و لكن مع أمتيازات أكثر، لكونها بنادي باربار وهو المكان الذي نقضي فيه جل أوقاتنا في الصيف، منشغلين بالكثير من الأنشطة منها الألعاب الترفيهية و الرياضية و الفنون التشكلية ،وهاهو الأمتياز الأهم بالنسبة لي ليتوج متعتنا القصوى في هذا المكان .
أنتقل بنا الأستاذ علي الديري إلى مرحلة أخرى من أجل تطوير مهاراتنا في العزف فأصبح يركز كثيراً على طريقة إستخدام الأصابع الصحيحة في العزف لأجل سرعة الأداء من جانب و لتفادي الأخطاء من جانب آخر، كما و بدأ معنا في تقديم أعمال أقرب ما تكون لأغاني من كونها أناشيد، فقد دربنا على تقديم أغنية (مواطن)،كما قام بتدريبنا على تقديم أحد الأعمال الموسيقية للفنان مارسيل خليفة و هي (رقصة العروس)، و تعتبر هذه التجربة بمثابة نقلة نوعية لنا، فبعدما كنا نعزف فقط الموسيقى البسيطة و المارشات أو مصاحبةالأناشيد،ها نحن نقوم بتقديم الأعمال الموسيقية و الغنائية المتداولة في تلك المرحلة، لقد تركت هذه التجربة بداخلي قناعة نحو تحديد مستقبلي، فمنذ هذه المرحلة قررت بداخلي بأنني أود أن أكون موسيقياً عندما أكبر، فلقد رأيت في الأستاذ علي الديري مثلاً يحتذى به، وهو الأمرالذي شجعني لأن أسعى لنفس الطريق الذي سلكه.
كان الأستاذ علي يسكن (و لا زال) في قرية الدير بجزيرة المحرق ليأتينا إلى قرية باربار قاطعاً مسافة 19 كيلومتر تقريباً بشكل تطوعي ويومي أحياناً لتدريبنا،كان ودوداً جداً و لم يتعامل معنا كونه أستاذا بل عاملنا كأصدقاء.
الديري كان من أصدقاء النادي و غالباً ما كان يحضر الفعاليات و الرحلات الترفيهية التي ينظمها النادي كما أنه دائماً ما كان يأتي بعوده حيث يكون هو مصدر الطرب و المرح في هذه الأوقات، و لكونه من عازفي الكمان المرموقين كثيراً ما كان يظهر على شاشة التلفزيون مع بعض الفرق لمصاحبة بعض المطربين فتعتريني حينها سعادة لاتوصف و فخر كبير،لكون أن من يظهر بالتلفزيون هو أستاذنا.
تواصلت علاقتي لاحقاً بالأستاذ علي من خلال فرقة أجراس قبل تخرجي و من ثم من بعده،عهدته مثالاً للإنسان المتواضع الذي يملك الكثير من المهارات و المعلومات و لكنه أبداً لا تجده يتفاخر أو يدعي بذلك فهو من أوائل خريجي المعهد العالي للموسيقى العربية بالكويت حيث نال شهادة البكالوريوس و هو ملحن و عازف عود و كمان و لديه خبرة واسعة في التدوين الموسيقي و هي مهارة لا يتقنها الكثيرين، كما أنه ضليع في قواعد و نظريات الموسيقى العربية و العروض،أضف إلى ذلك أنه طباخ ماهر لا يجاريه أحد ينبذ (الهيل).
الأستاذ علي الديري مرجع موسيقي أستعين به في كثير من الأحيان إن صادفني أمراً أجهله خاصة في الموسيقى العربية،هو موسيقي مخضرم و رائد من رواد الحركة الموسيقية الحديثة في البحرين.
13 نوفمبر2016